سلسلة مقالات حول التاريخ الجزائري المجيد :المقال 9


سلسلة مقالات حول التاريخ الجزائري المجيد :

المقال التاسع: الجزائر الحديثة – من الوئام إلى الحراك الشعبي (1999–2019)


🇩🇿 مقدمة: من رماد الحرب إلى حلم الاستقرار

في نهاية التسعينيات، كانت الجزائر تئن من جراح العشرية السوداء. وكان حلم الجزائريين بسيطًا: العودة إلى الحياة.
لكن الاستقرار وحده لا يكفي… فقد بقيت التحديات تتراكم: الفساد، البطالة، احتكار السلطة، وتآكل الثقة بين الشعب والحكم.
وفي هذا السياق، بدأت مرحلة جديدة بقيادة عبد العزيز بوتفليقة.


👤 بوتفليقة: رئيس من الثورة... يقود عهدًا جديدًا (1999–2019)


🕊️ الوئام المدني (1999): المصالحة مع الماضي

  • أطلق بوتفليقة مشروع الوئام المدني فور توليه الحكم.

  • منح عفوًا جزئيًا للمسلحين مقابل التخلي عن السلاح.

  • ساهم المشروع في تقليص العنف واستعادة الاستقرار.

📊 النتائج:

  • عودة آلاف المسلحين من الجبال.

  • انخفاض العمليات الإرهابية بشكل ملحوظ.

  • بداية مرحلة إعادة الإعمار.


💼 العقد الأول: الاستقرار والتنمية الاقتصادية (1999–2009)

💰 الطفرة النفطية:

  • ارتفاع أسعار النفط عالميًا منح الجزائر موارد ضخمة.

  • أُطلقت مشاريع ضخمة للبنى التحتية:

    • الطريق السيار شرق–غرب.

    • سكنات عدل والسكن الاجتماعي.

    • توسيع المطارات والموانئ.

📚 إصلاحات اجتماعية:

  • دعم التعليم، الصحة، الإسكان.

  • برامج دعم الشباب والعمل مثل ANSEJ وCNAC.

لكن...

  • رغم الثروة النفطية، ظلت:

    • البطالة مرتفعة.

    • البيروقراطية مزمنة.

    • الفساد مستشريًا.

    • الاستثمار الخاص محدودًا.


📉 العقد الثاني: التآكل والاحتقان (2009–2019)

🧓 بوتفليقة المريض والحكم المغلق:

  • أُعيد انتخابه في 2009 ثم 2014، رغم مرضه بعد 2013.

  • غيابه المتكرر عن المشهد، دفع الشعب للتساؤل: من يحكم فعلًا؟

🧠 صعود "الدولة العميقة":

  • تضخم نفوذ المحيط الرئاسي (السعيد بوتفليقة، رجال أعمال فاسدين).

  • شبكة معقدة من المصالح الأمنية والسياسية والمالية تتحكم في القرار.

🛑 الفساد يطل برأسه:

  • "عصابة المال" تسيطر على الصفقات الكبرى.

  • قضايا فساد ضخمة (سوناطراك، الخليفة، الطريق السيار...).

  • انهيار الثقة الشعبية في مؤسسات الدولة.


📢 الانفجار الصامت: الحراك الشعبي (2019)

🧱 القشة التي قصمت ظهر الصبر: الولاية الخامسة

  • في فبراير 2019، أُعلن أن بوتفليقة (المقعد والمريض) سيترشح لولاية خامسة.

  • فخرج ملايين الجزائريين إلى الشوارع في ثورة سلمية لا مثيل لها منذ الاستقلال.


الحراك الشعبي – ثورة شعب بلا عنف

🕊️ مميزاته:

  • سلمي بالكامل.

  • شعبي بامتياز، بلا قيادة مركزية.

  • رافض لكل رموز النظام.

  • موحد لكل شرائح المجتمع: شباب، شيوخ، نساء، طلاب، مثقفون، عمال...

📣 شعاراته:

"يتنحاو قاع!"
"لا للعهدة الخامسة!"
"دولة مدنية، ماشي عسكرية!"


نتائج أولية: سقوط القناع

  • بوتفليقة استقال يوم 2 أبريل 2019 تحت ضغط الشارع والجيش.

  • فتح ملفات فساد كبرى وسجن رموز بارزين:

    • السعيد بوتفليقة، أويحيى، سلال، كبار رجال الأعمال...

  • انتخاب عبد المجيد تبون في نهاية 2019 وسط مقاطعة واسعة.


📚 خاتمة: شعب حيّ وتاريخ متجدد

من رماد الحرب الأهلية إلى لهيب الشارع الثائر، مرّت الجزائر بمرحلة صعبة، لكنها أظهرت مجددًا أنها شعب لا يُهزم.
الحراك أعاد الروح للمجتمع، وأثبت أن التغيير ممكن سلميًا، بلا دماء ولا فوضى.

لكن التحدي الأكبر بدأ بعد الحراك:

كيف نحول الوعي الشعبي إلى مشروع وطني ديمقراطي شامل؟


📚 المراجع المقترحة:

  • الحراك الجزائري 2019: سردية ثورة سلمية – مجموعة مؤلفين

  • الجزائر في زمن بوتفليقة – كريم مولاي

  • تقارير منظمة الشفافية الدولية وWorld Bank عن الجزائر

  • أرشيف الصحافة الجزائرية: الخبر، الشروق، TSA

تعليقات