.png)
سلسلة مقالات حول التاريخ الجزائري المجيد :
المقال 2: من الرومان إلى البيزنطيين – الجزائر تحت الاحتلال الأوروبي القديم
🏛️ مقدمة: من نوميديا إلى المقاطعة الرومانية
عقب سقوط يوغرتن، آخر ملوك نوميديا الأقوياء، سقطت المملكة النوميدية تدريجيًا تحت السيطرة الرومانية.
دخلت الجزائر مرحلة جديدة من تاريخها، لم تعد خلالها مملكة مستقلة، بل تحوّلت إلى مقاطعة تابعة لروما، تتغير مع تغير مزاج القياصرة وتحولات الإمبراطورية.
🏺 الوجود الروماني (46 ق.م – القرن الخامس ميلادي)
بدأ الاحتلال الروماني رسميًا بعد القضاء على يوغرتن عام 46 ق.م، حيث ضمّ يوليوس قيصر أراضي نوميديا إلى الإمبراطورية.
✅ ملامح الحقبة:
-
تأسيس مدن رومانية كبرى مثل تيبازة، جميلة (كويكول)، وتيمقاد.
-
إنشاء شبكة طرق واسعة تربط الساحل بالداخل.
-
فرض اللغة اللاتينية والثقافة الرومانية، خاصة على النخب.
-
دعم الزراعة وإدخال تقنيات ري جديدة.
📌 معلومة: مدينة تيمقاد بباتنة تُعد واحدة من أفضل النماذج للمدن الرومانية المحفوظة في العالم، وكانت تُعرف بـ"بومبي شمال إفريقيا".
✝️ الدين والمجتمع
-
انتشرت الديانة المسيحية تدريجيًا في الجزائر، خاصة في المدن الكبرى.
-
برزت شخصيات جزائرية بارزة في الفكر الديني، أهمها القديس أوغسطين من طاغاست (سوق أهراس حاليًا).
-
عرفت البلاد صراعات لاهوتية بين الكاثوليك والدانتيين (المنشقين).
🏰 الانهيار وبداية الهيمنة البيزنطية (القرن الخامس – 533م)
مع انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية، سقطت معظم مدن الشمال الإفريقي بيد الوندال، وهم قبائل جرمانية غزت المنطقة في القرن الخامس.
⚔️ ما حدث:
-
احتل الوندال مدن الساحل وأسسوا مملكة عاصمتها قرطاج.
-
واجهوا مقاومة شرسة من السكان المحليين، خاصة الأمازيغ.
-
عام 533م، قاد الجنرال البيزنطي بيليزاريوس حملة على شمال إفريقيا، أنهى بها حكم الوندال وضم الجزائر إلى الإمبراطورية البيزنطية.
🛡️ الوجود البيزنطي في الجزائر (533–647م)
لم يكن الحكم البيزنطي بنفس القوة التي عرفها الرومان، فقد كان هشًّا ومحاصرًا بالتمردات من الداخل والهجمات من القبائل.
🟠 الملامح:
-
ضعف السلطة المركزية.
-
كثرة الصراعات الدينية والسياسية.
-
بداية تفكك المدن الرومانية وبروز سلطة القبائل من جديد.
🧭 خاتمة: على أعتاب الفتح الإسلامي
بمجيء القرن السابع، كانت الجزائر منهكة من قرون من الاحتلال والصراعات.
سقطت المدن الكبرى، وانهارت البنية الإدارية، وكان السكان المحليون ينتظرون تغييرًا جذريًا... ذلك التغيير كان قادمًا من الشرق: الفتح الإسلامي.
📚 المصادر المقترحة:
-
Histoire de l'Afrique du Nord – Charles-André Julien
-
أعمال الباحث Gabriel Camps حول شمال إفريقيا القديم
-
نصوص القديس أوغسطين
-
الموسوعة الأثرية لمدينة تيمقاد (CNRA - الجزائر)